يُشكل تدريب الممرضين والممرضات، ليكونوا مجهزين بشكل أفضل للأدوار المستقبلية، أساس التوسعٍ السريعٍ والفعال من حيث التكلفة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة عالية الجودة، بحسب تصريح السيدة سلطانة أفضل، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش”، مبادرة مؤسسة قطر للصحة الشاملة.
وجاء تصريح الرئيس التنفيذي لـ “ويش” خلال مخاطبتها الاتحاد الدولي لجمعيات طلبة الطب، في ندوة عبر الإنترنت قبل انعقاد جمعية الصحة العالمية 2020. وحضر أكثر من 60 من شركاء الصحة العالميين الشباب، من جميع أنحاء العالم، الورشة التي أقيمت قبل انعقاد الدورة 73 لجمعية الصحة العالمية. وشارك “ويش” كشريك استراتيجي للاتحاد الدولي لجمعيات طلبة الطب، المنظمة التمثيلية الرسمية لطلبة الطب في منظمة الصحة العالمية منذ عام 1969.
وركزت السيدة أفضل، في مداخلتها، على القيادة والحوكمة، ضمن ركيزة التغطية الصحية الشاملة، أحد العناصر الستة التي تُشكل الإطار العام لنظام الصحة لدى منظمة الصحة العالمية. وسلطت الضوء على التأثير الإيجابي لأبحاث ويش في توفير التغطية الصحية الشاملة في قطر لجميع سكانها. ودعت إلى زيادة التركيز على تقديم الخدمات، وتعزيز الصحة، والوقاية من الأمراض في سياسة التغطية الصحية الشاملة، التي يمكن تحقيقها من خلال الاستثمار في القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية.
وقالت: “قام الممرضون والممرضات بالفعل بأدوار متقدمة ومتخصصة، وهم في موقع يؤهلهم لتلبية الاحتياجات الصحية المتغيرة. نحن بحاجة إلى تمكينهم، وتزويدهم بالموارد، حتى يتمكنوا من تقديم مستويات أرقى من الرعاية الصحية، بما في ذلك الوقاية من الأمراض؛ ودعم عملية الإشراف على العاملين في مجال الرعاية الصحية المجتمعية.”
وألهم التقرير الصادر في 2018، تحت عنوان “قطاع التمريض والقابلات القانونيات”، “ويش” على إطلاق مشاريع على المستوى المحلي والعالمي، لإبراز دور التمريض، بما في ذلك إنشاء مبادرة التمريض الآن – قطر، بالشراكة مع وزارة الصحة العامة.
وخلال حديثها عن تقرير ويش لعام 2015 حول “توفير التغطية الصحية الشاملة: دليل إرشادي لصناع السياسات”، أوضحت السيدة أفضل أن “تصميم وتنفيذ برامج التغطية الصحية الشاملة ليست عملية موحدة، إذ أن البرامج التي أثبتت نجاحها في بلد ما قد لا تتناسب مع ثقافات وأوضاع أخرى.”
ورفعت دولة قطر هذا التحدي خلال إطلاق مبادرة “العيادة الذكية”، وهو برنامج لرعاية مرضى السكري تم إطلاقه عبر”ويش” عقب تقرير منتدى الرعاية المسؤولة، الذي كان ناجحًا لدرجة أنه تم تطبيقه على حالات صحية أخرى، وتم إدراجه في الاستراتيجية الوطنية للصحة في قطر.
وأكدت، في هذا السياق، على أن “إصلاح الرعاية الصحية يمكن أن يُغيّر مشهد تقديم الخدمات الصحية الفعالة، كما هو الحال بالنسبة لبرنامج العيادة الذكية، وهو لا يتطلب عادةً موارد إضافية، ولكن مجرد تكييف وتغيير النظام لزيادة الفعالية”.
وشددت الرسالة الرئيسية الأخيرة التي ألقتها السيدة أفضل على الحاجة إلى بنية تحتية للرعاية الصحية، فعالة من حيث التكلفة، وتخدم كل فرد من المجتمع، وتتطلب استثمارًا مستدامًا، كما جاء في تقرير ويش الذي نُشر في عام 2016 تحت عنوان “الاستثمار في الصحة: الجدوى الاقتصادية.”
وقالت حول هذه النقطة: “لدينا في قطر نظام رعاية صحية خاص بالعمالة الوافدة من الرجال. وتتخصص المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، التي تخدم مجتمعات العمال، في تلبية احتياجاتهم وتستخدم أكثر اللغات شيوعًا بينهم. هذا هو استثمار قطر للتأكد من تلبية نظام الرعاية الصحية لدينا لاحتياجات جميع السكان بالشكل الملائم.”
وتعليقًا على أهمية رعاية ورشة عمل الاتحاد الدولي لجمعيات طلبة الطب، قالت السيدة أفضل: “يدعم ويش الرعاية الصحية من خلال التعاون العالمي، رغم الحجر الصحي العام. لقد كان من المفيد المساهمة في هذه المنصة المهمة لمناصري الصحة الشباب، ومشاركة وجهات النظر التي تُثري الخطاب العالمي حول القضايا المعقدة، بما في ذلك كيفية تحقيق التغطية الصحية الشاملة “.
واختتمت السيدة أفضل مداخلتها بتسليط الضوء على قمة “ويش” المقبلة التي ستعقد في نوفمبر، مضيفة: “تمثلت رؤية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بالنسبة لـ”ويش” في توفير منصة لجمع قادة العالم ومعالجة تحديات الرعاية الصحية الملحة. وتحقيقًا لهذه الغاية، قمنا ببناء مجتمع دولي يضم نخبة من القادة ورواد الابتكار في مجال سياسات وبحوث الرعاية الصحية. وبالنظر إلى جائحة كوفيد-19، أصبحت رسالتنا مهمة أكثر من أي وقت مضى.”
