Live Event: Nurses at the forefront of change

News

مرضى السكري وصيام شهر رمضان الفضيل نصائح وإرشادات البروفيسور عبد البديع أبو سمرة

مع اقتراب موعد رمضان الكريم، يبدأ المسلمون بالتحضّر لهذا الشهر الفضيل، من النواحي النفسية والمادية، بهدف إرضاء الله سبحانه وتعالى، وإتمام إحدى الفرائض الرئيسة في الدين الإسلامي، وتعويد النفس على الصبر والمشقة.

 

وبصفتي طبيباً مختصاً، يزورني العديد من المرضى قبل شهر رمضان الكريم للمعاينة والاستشارة، والتأكد من أن حالتهم الصحية لن تتفاقم بسبب الصيام. ونتيجة لانتشار مرض السكري في منطقة الخليج العربي، فإن العديد من الاستشارات تتمحور حول هذا المرض، وإمكانية الصيام للمصابين به. وفي هذا السياق، فإنني أقول دائماً لمرضى السكري في المراحل الاولى بأن الصيام قد يكون مفيداً لهم، خاصة مع اعتماد نظام غذائي معيّن. لكن، من جهة أخرى، يجب توخي الحذر بالنسبة للمصابين بمراحل متقدمة من مرض السكري من المضاعفات الصحية التي يمكن أن يعانوا منها نتيجة الصيام، خاصة تأثيرها على القلب والكلى.

وقد تسنت لي، مؤخراً، فرصة مناقشة هذا الموضوع أثناء مساهمتي في كتابة تقرير طبي حول مرض السكري، تقدّم به مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش”، وهو إحدى المبادرات الصحية الرائدة التي أطلقتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. وتسعى مؤسسة قطر من خلال هذه المبادرة إلى نشر أفضل ممارسات الرعاية الصحية من خلال توصيات شبكة عالمية من صناع القرار والأكاديميين والأطباء، بما ينسجم بشكل وثيق مع رؤيتها المتمثلة في إطلاق قدرات الإنسان، وإبراز دور قطر الريادي كمركز للابتكار في مجال الرعاية الصحية. وقد دعا تقرير “ويش” حول مرض السكري صانعي القرار إلى مواجهة التحديات الجدية التي يفرضها هذا المرض الخطير.
ومن المعروف أن الدين الإسلامي الحنيف لا يكلّف نفساً إلا وسعها، ولذلك فإن المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة أو مزمنة معفيون شرعاً من فريضة الصوم. أما بالنسبة لمرضى السكري، فتتمثل خطورة الصيام عليهم بتعرضهم لفترات طويلة من الانقطاع عن الطعام والشراب ما قد يتسبب بالجفاف والوهن، وانخفاض مستوى السكر في الدم. كما أن الإفراط في الطعام خلال وجبتي الإفطار والسحور قد يتسبب بارتفاع كبير في مستوى النشاط البدني، يتبعه انحطاط مفاجئ. وبالطبع فإن كلاً من هذه الحالات قد تكون بمنتهى الخطورة على مرضى السكري.

وبصفة عامة، يتوجب على الصائمين من مرضى السكري اتباع نظام غذائي صارم للحفاظ على سلامتهم، وتفادي أزمات صحية مفاجئة خلال الشهر الكريم. وفي هذا السياق، فإنني أشدد على ضرورة تناول وجبة السحور، وشرب كميات كبيرة من المياه، لأن ذلك سيساعد الصائمين الذين يعانون من مرض السكري على الحفاظ على مستوى مقبول من السكر خلال النهار، ويبقي أجسامهم رطبة إلى حدّ ما. أما الأطعمة الأكثر ملاءمة لهذه الوجبة هي التي تحتوي على السكريات المعقدة التي تمتص ببطء فلا تسبب ارتفاع مفاجئ في مستوى السكر، على غرار الفول، والعدس، والحبوب بشكل عام بالإضافة إلى أنواع الخضار المختلفة.

وبالنسبة لوجبة الإفطار، فمن الضروري عدم تناول كمية كبيرة من الطعام قد تتسبب بارتفاع هائل في مستوى السكر. وأكثر ما يفيد في هذه الحالة اتباع سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم بتناول وجبة صغيرة، قبيل أداء الصلاة. وبعد فترة من الزمن، يمكن للصائم تناول وجبة أكبر. كما يجب على مرضى السكري تجنب تناول وجبات إفطار غنية بالدهون والسكريات، كما عليهم الابتعاد عن المشروبات السكرية والغازية، والاستعاضة عنها بوجبات صحية ومعتدلة، مع الحرص على شرب كميات كبيرة من المياه.

وبالطبع، فإنه من الضروري لمرضى السكري أن يقيسوا نسبة الجلوكوز في الدم خلال فترة الصوم، وبعد الإفطار بساعتين، وذلك لتدارك أي مضاعفات غير محمودة. وأوصي عادة بقياس هذه النسبة لأول مرة في الساعة التاسعة صباحاً (حوالي 6 ساعات بعد وجبة السحور)، ومرة ثانية بعد منتصف النهار. كما يجب على مريض السكري قياس نسبة السكر في الدم فور شعوره بالوهن أو عدم الارتياح. أما بالنسبة للذين يعانون من مراحل السكري المتقدمة، فإنه من الضروري قياس نسبة الجلوكوز كل ساعتين. وفي حال كانت نسبة سكر الدم أقل من 3.3 ميليمول/ليتر، يتوجب إنهاء الصيام بشكل فوري. أما في حال ارتفاع النسبة إلى أكثر من 16.7 ميليمول/ليتر فيتوجب الحصول على حقنة أنسولين واستشارة الطبيب المعالج، علماً أن العديد من الفتاوى الدينية صدرت بجواز حقن الأنسولين لمرضى السكري من دون كسر صيامهم.

كما تساعد التمارين الرياضية الخفيفة الصائمين في الحفاظ على نشاطهم خلال شهر رمضان، وذلك على غرار المشي السريع، إلا أنه يجدر بمرضى السكري تجنب الرياضات المجهدة، وقياس نسبة الجلوكوز باستمرار، قبيل وبعد أداء تمارينهم.

ولعل شهر الخير والبركة يمثّل فرصة لا تفوت للمدخنين للتوقف عن هذه الآفة المضرة التي تزيد من مرض السكري سوءاً. وحريّ بالصائم أن يتخلى عن هذه العادة، كون هذه الفريضة إنما تهدف، فيما تهدف، إلى التحلي بالصبر وتقوية الإرادة.

واختتاماً، أود أن أتمنى للجميع صياماً مقبولاً وشهراً مبروراً، أعاده الله تعالى عليكم وعلينا بالصحة والبركة.

البروفيسور عبد البديع أبو سمرة هو رئيس قسم الأمراض الباطنية رئيس قسم الأمراض الباطنية ومدير معهد الاستقلاب المتخصص بالسكري والسمنة والأمراض الناجمة عنهما بمؤسسة حمد الطبية وعضو في منتدى السكري في “ويش”.

-انتهى-

نبذة عن مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش”
مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش” هو مجتمعٌ عالمي للرعاية الصحية يسعى إلى نشر أفضل الأفكار والممارسات المستندة إلى الأدلة والبراهين. وهو إحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ويُعقد برعايةٍ كريمة من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة المؤسسة.
عُقدت النسخة الأولى من المؤتمر في الدوحة عام 2013 بحضور أكثر من 1000 من قادة الرعاية الصحية في العالم. ويعمل المؤتمر من خلال تنظيم قممٍ دولية وإجراء باقةٍ من المبادرات المستمرة على تشكيل مجتمعٍ عالمي من المبدعين الرائدين في مجال الرعاية الصحية وسياساتها وبحوثها.
وهم يُسخِّرون معًا قوة الابتكار في سبيل التغلب على التحديات الأكثر إلحاحًا في مجال الرعاية الصحية في العالم وإلهام الجهات المعنية الأخرى من أجل العمل.

مؤسسة قطر – لإطلاق قدرات الإنسان
مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع مؤسسة خاصة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرة تحول اقتصادها المعتمد على الكربون إلى اقتصاد معرفي من خلال إطلاق قدرات الإنسان، بما يعود بالنفع على دولة قطر والعالم بأكمله.

تأسّست مؤسسة قطر سنة 1995 بمبادرة كريمة من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتتولى صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئاسة مجلس إدارتها.

تلتزم مؤسسة قطر بتحقيق مهمتها الاستراتيجية الشاملة للتعليم، والبحوث والعلوم، وتنمية المجتمع من خلال إنشاء قطاع للتعليم يجذب ويستقطب أرقى الجامعات العالمية إلى دولة قطر لتمكين الشباب من اكتساب المهارات والسلوكيات الضرورية لاقتصاد مبنيّ على المعرفة. كما تدعم الابتكار والتكنولوجيا عن طريق استخلاص الحلول المبتكرة من المجالات العلمية الأساسية. وتسهم المؤسسة أيضاً في إنشاء مجتمع متطور وتعزيز الحياة الثقافية والحفاظ على التراث وتلبية الاحتياجات المباشرة للمجتمع.
للاطلاع على مبادرات ومشاريع مؤسسة قطر، يرجى زيارة: http://www.qf.org.qa

Add Your Heading Text Here

Add Your Heading Text Here

أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ

Meet the Innovator

Speaker Name

Speaker Position

أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ

Innovator Name

Innovation Name

Description

تعرف على المبدعين

2020

Unheeded Warnings Mitigating the Impact of Climate Change on Communicable Diseases

Jeremy Hess, Rachel Lowe, Muna Al Maslamani, Laura-Lee Boodram, Anna Stewart Ibarra, Judith Wasserheit

With the emergent threat of COVID-19, this report focuses on threatening diseases that are a by-product of climate change and what type of policy measures should be intact to deal with this head-on.

2020

Add Your Heading Text Here

أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ

أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ